منتدى الإبداع العربي الإسلامي

منتدى إسلامي يبحث في دين وتاريخ وعادات وتقاليد المجتمع العربي ومختلف جوانب حياتهم اليومية

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قصة النبي أيوب عليه السلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد العطفي
عضو متألق
عضو متألق
أحمد العطفي

الدولة : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 26/09/2021
تاريخ الميلاد : 23/09/1958
العمر : 65

قصة النبي أيوب عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة النبي أيوب عليه السلام   قصة النبي أيوب عليه السلام Icon_minitime2022-03-13, 8:41 pm

قصّة أيّوب عليه السلام
يُعَدّ أيّوب -عليه السلام- نبيّاً من نسل الأنبياء؛ قال -تعالى-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). فهو -على المشهور- من ذُرّية إبراهيم -عليه السلام-؛ إذ استدلّ العلماء على ذلك من أنّ الضمير في الآية عائد على نبيّ الله إبراهيم، وليس على نوح -عليه السلام-، وكانت بعثته -عليه السلام- بين موسى، ويوسف -عليهما السلام-.

وصَبرُ أيّوب -عليه السلام- الذي اتّصف به على البلاء جعلَ منه قدوةً ومثالاً للصابرين، وليس في ذلك غرابة؛ فأنبياء الله -تعالى- ورُسله هم أشدّ الناس بلاءً؛ إذ بيّنَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّه قال: (قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ)، كما أنّهم أكثر الناس صبراً، وثباتاً في الابتلاءات، والوقوف في وجهها، ومعرفةً لحقيقة أنّها نِعمَة من نِعَم الله؛ لأنّها سببٌ لرَفع درجاتهم عند الله -تعالى-،

الثابت في قصة أيوب عليه السلام
ذُكرت قصة أيوب -عليه السلام- في سورتي (ص) و(الأنبياء) في القرآن الكريم، ففي سورة (ص) قال الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، فقد دعا أيوب -عليه السلام- وتضرّع إلى الله بالشّفاء ممّا أصابه الشيطان من المرض والمعاناة والسَّقم،

فأرشده الله -سبحانه- فقال: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، فشرِب واغتسل من نبع الماء، وذهب عنه المرض بإذن الله، وأنعم الله عليه بأن جمع شمل بأهله معه بعد أن تفرّقوا عنه، وكان أيوب -عليه السّلام- قد أقسم أن يضرب زوجته، فقال الله -سبحانه-: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ)،

أي أن يأخذ حزمة عيدان ويضرب بها كي يكفّر عن يمينه ولا يحنث، وهي رخصةٌ جعلها الله -تعالى- لنبيّه أيوب -عليه السلام-، وأثنى الله -سبحانه- في آخر هذه الآيات على عبده أيوب -عليه السلام- لعِظم صبره، أما ذكر قصّته في سورة الأنبياء؛ فقد قال -تعالى-: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)، والضُّر يعني المرض، أمّا الضَّر بالفتح فهو أشمل، حيث يكون بما يصيب الأهل والنّفس والمال وغير ذلك، وقد استجاب له الله -تعالى- دعاءه بفضله وكرمه، فبرّأه من المرض، وجمع أهله معه.

ويجدر بالذكر أن قصة أيّوب -عليه السلام- لم ترد إلا في هذيْن الموضعيْن من القرآن الكريم، قال ابن العربي -رحمه الله-: "وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ أَيُّوبَ فِي أَمْرِهِ إِلَّا مَا أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ فِي آيَتَيْنِ"، فذكَر الآيتين، ثم يُكمل فيقول: "وَأَمَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ أَنَّهُ ذَكَرَهُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ إِلَّا قَوْلُهُ.."، وأورد هذا الحديث: (بَيْنَا أيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، فَخَرَّ عليه جَرَادٌ مِن ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أيُّوبُ يَحْتَثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يا أيُّوبُ، ألَمْ أكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قالَ: بَلَى وعِزَّتِكَ، ولَكِنْ لا غِنَى بي عن بَرَكَتِكَ)،

فيُخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن أيّوب -عليه السلام- كان يغتسل متجرّداً من الثّياب في أحد الأيام، فأنزل الله -سبحانه- عليه جرادٌ من ذهب، فصار أيوب -عليه السلام- يجمع منه ويضعه في ثوبه، وهذه معجزة من الله -تعالى-، وكانت امتحاناً له على شكر نعم الله -عزّ وجلّ-، وحاشاه أن يكون جمع هذا المال والذهب حبّاً للدنيا، ولذلك قال: "ولكنْ لا غِنى لي عَن بَركتِك"، فكان شكره للنّعمة بأن تلقّاها من الله بالقبول، لأنّها بركة من ربّه -سبحانه-.

الإسرائيليات في قصة أيوب عليه السلام يُقصد بالإسرائيليات الأخبار والقصص المنقولة عن بني إسرائيل؛ ولذلك سمّيت بهذا الاسم، ودخلت الإسرائيليات إلى كتب التفسير من خلال اليهود الذين أسلموا في مرحلة مبكّرة، ولا يكاد يخلو تفسيرٌ من التفاسير من وجود الإسرائيليّات فيه، إلا أن بعض المفسّرين أكثر منها في تفسيره، وبعضهم الآخر كان مُقلّاً في النّقل من الروايات الإسرائيلية، ونقلها بعض المفسرين من باب الإنكار لها والتحذير منها، أمّا حكمها فقد قسّمه العلماء إلى ثلاثة أقسام؛ الأول منها: المقبول؛ وهو الذي نُقل بسندٍ مرفوعٍ صحيحٍ إلى النبي -صلّى الله عليه وسلم-، أو له شاهدٌ يؤيّده في الشّرع، أو وافق ما في القرآن والسنّة، والنوع الثاني: المسكوت عنه؛ وهو ما لا يوجد دليلٍ على صدقه أو كذبه، فهذا النوع من الإسرائيليّات لا يُصدّق ولا يُكذّب، لكن يجوز التحديث به للعبرة والوعظ والنّصح، أمّا النوع الثالث: فهو المردود: وهو ما خالف القرآن الكريم، أو السنّة النبويّة، أو العقل، وهو باطلٌ لا يجوز تصديقه وتلقّيه بالقبول.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة النبي أيوب عليه السلام
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة النبي لوط عليه السلام
» قصه النبي نوح عليه السلام
» قصه النبي هود عليه السلام
» قصة النبي اسماعيل عليه السلام
» قصه النبي صالح عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الإبداع العربي الإسلامي :: المنتدى الإسلامي العام :: المنتدى الإسلامي العام-